“لم أعد قادر على مطالعة الصحف أو الاستماع إلى النشرات الإخبارية” عبارة قالها صديقي وعلامات الإحباط ترتسم على وجهه. في كل صباح أخبار سيئة تليها أخبار أسوأ. ماذا حدث في هذه الدنيا؟ ولماذا كل هذه المصائب؟ لم أستطع إنكار صدق ما قاله صديقي، فهو لم يذكر إلا الواقع. مشاكل اقتصادية، أوبئة عالمية، تحديات دولية، احتكاكات قبلية، والقائمة تطول إلخ…

تركت صديقي وأنا أفكر كيف أعلو فوق المشاكل، ولا أدعها تسبب الإحباط والاكتئاب والفشل. تذكرت وعد المسيح الجميل في الإنجيل وهو يقول لأتباعه ” سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ.” الإنجيل بحسب يوحنا 27: 14 . فأخذت أسئل نفسي، هذا وعد جميل، ولكن كيف أجعل قلبي لا يضطرب عن سماع الأخبار المؤسفة؟ أخذني بحثي إلى قصة الميلاد، وما تلتها من أحداث. فيخبرنا البشير لوقا في الفصل الثاني من الإنجيل بأن بعض الرعاة في بيت لحم استلموا رسالة سماوية عن السلام في الأرض بمولد المسيح، فذهبوا ليفحصوا الأمر. وبعد أن تأكدوا من صحة ما قيل لهم، أخذوا يسبحون الله. ولكن ما لفت نظري هو ما يقوله الكتاب عن مريم أم يسوع فيقول “وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا.”
هنا اكتشفت كيف يمكن أن أتعلم من مريم أن اجعل سلام الله يدوم في قلبي.
استخدمت مريم 3 إدراكات أو قوى موجودة لدينا وتمرنت عليها. فقد استخدمت الذاكرة، والمشاعر وأيضا الذكاء المنطقي. فتقول الآية السابقة أنها:
كانت تحفظ جميع هذا الكلام – الذاكرة
كانت تحفظ هذا الكلام في قلبها – المشاعر
كانت تفكر في جميع هذا الكلام – الذكاء أو المنطق

الذاكرة

صديقي، تذكّر الرب يسوع وما عمله من أجل خلاصك الأبدي، لقد حمل عنك عقاب خطاياك، وضمن لك الحياة الأبدية بل لم يتركك وحيدا في هذه الأرض وإنما أرسل لك روحه المعزي ليرشدك الطريق. تذكّر كيف رتب لك الوسيلة لتعرف أكثر عنه وتتعرف به، والأشخاص الذين وضعهم الله في طريقك لتتعلم الإيمان الحقيقي. تذكّر وعوده الجميلة لك في كل صباح لتشجعك وترفعك فوق مشاكل اليوم وصعابه. احفظ كل هذه الوعود وكررها لنفسك ولروحك.

المشاعر

إن من يحب لا ينس كلمات حبيبه، بل يقدرها ويحفظها غالية في قلبه. لقد أحبك الرب يسوع وقد جاء إلى الأرض من أجل أن يعيد العلاقة المقطوعة بين الله القدوس والإنسان الخاطئ. ولكي يمحو مشاعر الخوف من القلب. وأثبت لك أنه قادر على تنفيذ وعوده جميعها عندما أعلن على الصليب بأن العمل قد أُكمل والعلاقة المكسورة قد أُصلحت بالإيمان به. إن محبة الله من كل القلب تحفظ حياتك من عواصف الحياة. فيقول الرسول بولس “مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ ”

الذكاء أوالمنطق

وأخيرا، فكّر يا أخي في كلام الله ووعوده وتأمل فيها يوميا، وستجد راحة لنفسك. اسأل نفسك إن كان المسيح قد أخذ على عاتقه خلاصك، فماذا يتركك الآن؟ فهذا عكس المنطق والتفكير ! اطلب منه كما فعل الملك داود في كتاب المزامير 27 عندما قال:” وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ. لأَنَّهُ يُخَبِّئُنِي فِي مَظَلَّتِهِ فِي يَوْمِ الشَّرِّ.”

أدعو الله أن يثبّت عقلك وقلبك وفكرك في وعوده الجميلة حتى في وسط الصعاب.

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء