صور سلبية

للأسف، هناك العديد من الأمثلة على الكراهية في عالمنا اليوم. تؤدي الكراهية بين الشعوب إلى صراعات دموية مثل العداوة الحالية بين إسرائيل وحماس. إن الصراعات القبلية في إفريقيا تدمر حياة الكثير من الناس. بينما يسعى الاضطهاد الممنهج لمسلمي الأيغور في الصين إلى سلب كرامتهم الإنسانية. فر الكثير من الروهينجا في ميانمار إلى بنغلاديش بسبب النظام العسكري الوحشي في ميانمار. يستخدم بعض الأشخاص وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة لنشر رسائل الكراهية والتهديدات بالعنف أو حتى بنشر الأخبار والصور الكاذبة.

تم سن تشريعات في أوربا ضد “جرائم الكراهية”. تُعرِّف الشرطة جريمة الكراهية على أنها ” هي جريمة ذات دوافع مسبقة تحدث عندما يستهدف مرتكب الجريمة ضحية بسبب انتماءه إلى مجموعة اجتماعية معينة أو عرق معين. يمكن أن تشمل أمثلة هذه المجموعات على سبيل المثال لا الحصر: الجنس أو العرق، الإعاقة البدنية أو الذهنية، اللغة، الجنسية، المظهر الجسدي، أو الديانة أو الهوية الجنسية‫.‬ وغالباً ما تسمى الأعمال غير الجنائية التي تحفزها هذه الأسباب بحوادث التحيز. ‬
“جريمة الكراهية” تشير عموماً إلى الأعمال الإجرامية التي ينظر إليها على أنها مدفوعة بالتحيز ضد واحدة أو أكثر من المجموعات الاجتماعية المذكورة أعلاه. قد تنطوي هذه الأعمال على الاعتداء الجسدي، أو الاضرار بالممتلكات، أو البلطجة، أو المضايقة، أو الإساءة اللفظية أو الإهانات، أو جريمة الزميل أو الكتابة على الجدران أو رسائل الكراهية.

التعليم المسيحي

ومنذ فجر التاريخ، وبعد أن قتل ابن أدم أخاه، انتشرت الغيرة والكراهية بين الناس. ولهذا تكون تعاليم السيد المسيح راديكالية تتحدى المشاعر السائدة. ففي العظة على الجبل، علّم الرب يسوع المسيح مستمعيه عندما قال: ” سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. 46لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ 47وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟ 48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.” لم يأمرنا الرب يسوع المسيح بأن نحب أعدائنا فحسب، بل لقد جسد ذلك التعليم أيضًا أمام أعيننا بصورة عملية. لقد جاء ليحقق المصالحة في وجه العداء العميق بين البشر المذنب والله الطاهر القدوس.

مثال عملي

وحتى في قلوب الأشخاص المحترمين ظاهريًا يمكن أن يكون هناك عداء عميق ضد الله بسبب الكبرياء والاعتماد على القدرات الذاتية. ومع ذلك، فإن الله الذي يستطيع أن يديننا بعدل بسبب معاصينا، أرسل ابنه ليكون مخلصًا لنا. على الصليب جعل الله يسوع الذي ليس لم يفعل خطيئة خطية من أجلنا، حتى نصبح نحن بر الله فيه. فصار الصليب الذي هو صورة للكراهية العميقة عندما حاول أعداء يسوع تدميره، إلى رمز محبة الله العجيبة. وعندما عُلق يسوع على الصليب صلى قائلاً، “يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون.” فحياة الرب يسوع وتعليمه تسلط نورًا ساطعًا من الرجاء في ظلام عالمنا البائس.

اضغط هنا إن أردت ان تعرف أكثر عن صورة عملية للمصالحة من الواقع العربي

 

مع الشكر للصديق بيتر ميلسوم على هذا المقال

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء