نظرتُ إلى خريطة العالم هذا الصباح، فلاح على نفسي سؤال: هل يوجد مكان آمن على وجه الأرض كلها؟ من شمالها لجنوبها، ومن شرقها لغربها. وأين أذهب لأوقف هذا الخوف المريب؟ لعل بعضكم قد اكتشف منذ وقت مبكر أيضاً بأن العالم لم يعد مكانا آمناً. ربما كان لديك شقيق يعاني من مرض عقلي. أو ربما أحد الجيران قد سبب لك ألماً فظيعاً. بالنسبة للبعض كان مدرسًا ينتقد باستمرار أو نظام تدريبي فشل بسبب التفضيلات ومعرفة من بيدهم القرار. الاحتمالات متنوعة ومؤلمة للغاية، بالكاد أستطيع تعديدها. ثم حتى بعد الصدمات الحادة، يمكن أن تكون الأيام العادية مليئة بما هو غير متوقع.
هذه الحياة يمكن أن تكون خطيرة ومرعبة. كاتب مزمور 91 يعطينا لمحة عن صور المعاناة المختلفة التي يمكن أن نتوقعها فيقول:
“فخ الصياد” (مزمور 91: 3)
“الوباء القاتل” (مزمور 91: 3)
“رعب الليل” (مزمور 91: 5).
“السهم الذي يطير نهاراً” (مزمور 91: 5).
“الوباء الذي يخيم في الظلام” (مزمور 91: 6).
“الطاعون الذي يهلك عند الظهر” (مزمور 91: 6).
“الف خطر يسقط بجانبك” (ع 7)
هذا يشمل كل شيء، أليس كذلك؟ مرض، نزاع، إرهاب، خوف لا يلين، ظلم وموت. والأشد أنه في كل الأوقات: في الصباح والظهيرة والليل. تحت غطاء الظلام أو في ضوء النهار الساطع. سيأتي الألم. حتماً.
قد تقول لي، توقف، هذه صورة كئيبة جداً. صحيح!. كان كاتب المزمور يعرف ذلك أيضاً، ولهذا لم يتركنا في حفرة من اليأس. وبدلاً من ذلك، يصف لنا ملجأً آمنًا للغاية بحيث يمكننا أن نرتاح فيه وننعم بالسلام.
كل من يسكن في ملجأ العليّ يستريح في ظلّه تعالى. سأقول للرب، “أنت ملجئي وحصني، إلهي، الذي أثق به.” – مزمور 91: 1-2
ومع ذلك، هناك أوقات، أشعر بأن هذه الكلمات لا تجعلني أشعر بالراحة. هناك أشياء سيئة تحدث حولي، ألم المرض، خسارة تسرق حياة شخص عزيز عليّ، الخوف من الغير معلوم. ماذا لو…؟ وأتساءل أين راحة الله في كل هذا؟ الحقيقة هي أنني أريد حياة خالية من الألم. أريد زواجًا لا يكافح ضد أي مشاكل، والأطفال مطيعون دائمًا، والجسد يستمر بصحة جيدة، والعلاقات سهلة وغير معقدة. لا اريد عواصف او حروب او أمراض. أن أعيش في جزيرة هادئة مسالمة؟!
لكنني تعلمت شيئًا، حتى وأنا أحارب الخوف. أن السلام ليس معناه غياب المعاناة. لكن أن تجد الراحة في وسطها.
وهذه الراحة ستتحقق فقط عندما يكون الله ملجأك وحصنك. لا يعني هذا أن العاصفة ستنتهي، أو أن الرعد سيتوقف، والمطر يهدأ ولكن يعني الحماية والآمان خلال الأزمة.
اسمع ما يعلنه الله ذاته في هذا المزمور الجميل: «لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ، مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقْ، أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ، وَأُرِيهِ خَلاَصِي».
والسؤال العملي التطبيقي هو، وكيف أجعل الله ملجئي؟ والإجابة هي في شخص الرب يسوع المسيح. أن تؤمن به، وتدعوه رباً على حياتك. أن تثق به وتطلب منه أن يحميك ويثبّت فيك سلامه. اسمع قوله لك اليوم: قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ».
نعم لا يوجد ملجأ أمين مثل إلهنا.

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء