freedom and justice smallإن الشعوب العربية تحلم بالحرية الحقيقية وتتطلع إلى العدالة الاجتماعية. ترغب في توفير لقمة العيش للجميع وترجو احتراماً لآدمية المواطن وحقه في العيش في آمان وسلام. أليس هذا ما تطلبه أنت أخي وأنتِ أختي؟ أليس هذا ما نحلم به ونريد أن نحققه لأنفسنا ولأطفالنا ولشبابنا؟ إذن، لماذا يصعب تحقيق هذه الاحتياجات الأساسية في الحياة ؟ لماذا لا يمكننا أن نعيش في وئام مع بعضنا البعض، واحترام كل منا حق الآخر في الحرية والعدالة؟

إن الإجابة لا تكمن في حزب سياسي أو حتى نظام ديني. فجذر المشكلة أعمق من ذلك بكثير. إن أصل المعضلة هو قلب الإنسان.. أنه ليس تحليلي الخاص ولكنه تحليل الله عن واقع الإنسان كما ذكره لنا الكتاب المقدس. فيقول النبي إرميا في نبوءته والفصل السابع عشر والآية 9 يقول ” الْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَفْهَمَهُ؟ ” إن الله الذي يعلم ما في القلوب ويفحص دوافع الإنسان وأفكاره، يعرف كل شيء ويحذر من خداع النفس. وقد كتب الملك الحكيم سليمان في أمثاله قائلاً “أنه لا جديد تحت الشمس” فتفكير الإنسان وتصرفاته مكررة على مر العصور. فاسمح لي بالعودة للوراء لنختبر الأساسات التي تساعدنا على بناء حياة الحرية والعدالة.

garden

1- عندما خلق الله سبحانه الإنسان (رجل وامرأة)، كانوا كاملين في كل شيء. بل في الواقع، كانوا أعظم خليقة العالم. وعندمانفخ الله فيه روحاً خالدة، أصبح الإنسان كائناً حياً. وكان أبوانا الأولين يتمتعان بعلاقة حميمة غير مكسورة مع الخالق القدير.فقد قَالَ اللهُ : «لِنَصْنَعِ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا، كَمِثَالِنَا، فَيَتَسَلَّطَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ، وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ، وَعَلَى الأَرْضِ، وَعَلَى كُلِّ زَاحِفٍ يَزْحَفُ عَلَيْهَا». (سفر التكوين 1: 26)

judgement

2- لكن الله لم يخلقنا كآلات، بل أعطنا حرية الاختيار. وقام أبونا الأول أدم باختيار العصيان ضد الله. وبهذا دخلت الخطية إلى العالم وبسببها وقعت دينونة الله وقصاصه على الخليقة بالكامل. فالله عادل والعدالة الإلهية يجب أن تأخذ مجراها. والخطية هي كل فكرة، كلمة أو فعل يتعارض مع شخصية الله المُحِبّة، الطاهرة والبارة. فتقول وصية الله للإنسان «أَحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَكُلِّ نَفْسِكَ وَكُلِّ قُدْرَتِكَ وَكُلِّ فِكْرِكَ، وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ» وعلى هذا فأننا كلنا أخطأنا، فنحن لا نحب الله كما ينبغي وبالتأكيد نحن لا نحب الآخرين كأنفسنا وخاصة من يختلفون معنا في الرأي والعقيدة. ولا يوجد أي استثناء في ذلك وشوارعنا خير دليل. فيقول الإنجيل “لأَنَّ الْجَمِيعَ قَدْ أَخْطَأُوا وَهُمْ عَاجِزُونَ عَنْ بُلُوغِ مَا يُمَجِّدُ اللهَ”. (الرسالة إلى روما 3: 23)

 

Dunes-2

3- صارت كل الأخطاء في حياتنا سبب انفصالنا عن الله خالقنا. فالله قدوس لا يسمح بأي شر في محضره، ولأن الله عادل لذلك وجب عقاب الخطية التي ارتكبناها. وعقاب الله للخطية هو موت أبدي وهذا الموت ليس موتاً جسدياً فقط بل موتاً روحياً أيضاً، عذاب أبدي وانفصال تام من حضور الله العلي الذي كله صلاح وجود. “مَصِيرَ النَّاسِ الْمَحْتُومَ، هُوَ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً وَاحِدَةً ثُمَّ تَأْتِي الدَّيْنُونَةُ.” (العبرانيين 9: 27)

 

condemned

4- لا شيء بمجهوداتنا البشرية يقدر أن يعبر بنا هوة الانفصال بين الله، الذي هو كامل في كل شيء، وبيننا نحن الخطاة. لا توجد أعمال صالحة كافية، طقوس، فلسفة أو حتى تضحيات شخصية قادرة على تطهير قلوبنا وإعطائنا سلام الله. لا يوجد شيء يمكن للجنس البشري أن يقوم به لإرضاء العدالة الإلهية وتحقيق الكمال الذي يطلبه الله عز وجل. “إِنَّمَا خَطَايَاكُمْ أَضْحَتْ تَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ، وَآثَامُكُمْ حَجَبَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ، فَلَمْ يَسْمَعْ.” (نبوة إشعياء 59: 2)

 

cross

5- لذلك جاء يسوع المسيح، الذي هو الله الظاهر في الجسد، إلى عالمنا من 2000 سنة مضت. عاش السيد المسيح حياة الطاعة الكاملة لله، هذه الطاعة التي فشلنا نحن في تحقيقها. ثم على الصليب دفع بالكامل عقاب الله للخطية. لقد أخذ على نفسه العقاب إلى لنا وصار ذبيحة كفارية، أي بديلاً عن كل واحد يؤمن به وبما عمله على الصليب. فَإِنَّ الْمَسِيحَ نَفْسَهُ مَاتَ مَرَّةً وَاحِدَةً لِكَيْ يَحُلَّ مُشْكِلَةَ الْخَطَايَا. فَمَعَ أَنَّهُ هُوَ البَارُّ، فَقَدْ تَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ الْمُذْنِبِينَ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، فَمَاتَ بِجِسْمِهِ الْبَشَرِيِّ، ثُمَّ عَادَ حَيّاً بِالرُّوحِ. (رسالة بطرس الأولى 3: 18)

 

rainbow

6- وواقع قيامة المسيح من الموت وصعوده إلى السماء، يعني حقيقة إعلانه عن نفسه وأنه حي اليوم. فإذا اعترفنا لله سبحانه بخطايانا ورجعنا عن طرقنا الشخصية المتركزة في الذات، نقدر أن نعبر الهوة من الموت إلى الحياة. الكتاب المقدس يقول أن كل من يسمع هذه الرسالة ويعلن ثقته وإيمانه في الرب يسوع المسيح قد عبر من الموت إلى الحياة. فالسيد المسيح هو الضمان الأكيد للحياة الأبدية، لأن الله قد جاء ليسكن في قلوبنا بروحه القدس الذي يعطيه لكل مؤمن حقيقي. قال يسوع المسيح: “أَمَّا الرُّوحُ الْقُدُسُ، الْمُعِينُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَإِنَّهُ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.” (إنجيل يوحنا 14: 26)

الطريقة الوحيدة للحصول على الحرية الحقيقية هي أن نضع ثقتنا في عمل الرب يسوع المسيح الكامل على الصليب، والاعتماد على وعده في تطهيرنا وتبريرنا أمام الله الآب. كما قال يسوع ..: «إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلِمَتِي، كُنْتُمْ حَقّاً تَلاَمِيذِي. وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ» الإنجيل بحسب يوحنا 8: 32.

الروح القدس الذي وعد به الرب يسوع المسيح ليسكن فينا، هو الذي يعلمنا كيف نحب الله وكيف نطلب السلام مع الآخرين وخيرهم فتتحقق العدالة الاجتماعية التي نطلبها.

نحن نرغب حقاً في أن نسمع منك، ونعرف ما هو ردك على هذه الأسئلة المهمة. من فضلك خذ بضع لحظات في التفكير واختر إحدى الإجابات التالية.

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء