heaven smallهل فكرت مرة فيما يحدث بعد الموت؟ وأين يذهب الناس بعد القبر؟ وماذا عن الحياة الأخرى أي الأبدية وأين سنقضيها؟ وكيف نضمن دخول الجنة؟ وكيف نتجنب العذاب ونار جهنم؟ أسئلة كثيرة تدور في البال وخاصة إن كنا مررنا بتجربة مؤلمة عند موت أحد أحبائنا!  ما هي الجنة – السماء – الفردوس؟ وأين تكون؟ وماذا نتوقع أن نجد عندما نصل هناك؟

عالم جديد بالكامل.
في الكتاب المقدس، نرى 3 استخدامات لكلمة ” السماء”. ففي السفر الأول في الكتاب المقدس – سفر التكوين – نقرأ أن الله سبحانه خلق السماوات والأرض، ويعني بذلك الطبقات العليا من الجو فوق رؤوسنا حيث نعيش ونتنفس لنحيا.  وفي الفصل (الإصحاح) الأول من نفس السفر، التكوين، والعدد 17 نرى نفس الكلمة “السماء” وهنا هي تشير إلى الكون والفلك بالكامل، كل الكون المخلوق من مجرّات تسبح في الفضاء. وهذا الكون يخبرنا بمجد وجلال الله. فنقرأ في سفر المزامير.
السَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْه.” المزامير19: 1.
أما الاستخدام الثالث لكلمة “السماء” فالمقصود به السماء الثالثة وهي كيان روحي أبعد من تصوراتنا الحسية. هذه السماوات هي مسكن الله حيث مجد الله، وهناك جمال صفات الله معلنة في روعة منقطعة النظير. الآن، في هذه الحياة نرى انعكاس خافت للعجائب التي تنتظرنا في السماء. فيذكر لنا بولس الرسول في وصف ما ينتظرنا هناك قائلاً :
«إِنَّ مَا لَمْ تَرَهُ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ بِهِ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ بَشَرٍ قَدْ أَعَدَّهُ اللهُ لِمُحِبِّيهِ!» 1كورنثوس2: 9.

من الذي يتأهل للسماء؟
في هذه السماء، – الجنة – كل من وضع إيمانه وثقته في الرب يسوع المسيح يدخلها بمجرد تركه للحياة على الأرض. المؤهل الوحيد المطلوب لدخول السماء هو الإيمان باسم الرب يسوع والثقة في موته الكفاري لتحقيق خلاصنا كما يؤكده لنا الإنجيل :
لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” يوحنا3: 16.
وفي السماء سنجد رجالاً ونساء من كل أمة وقبيلة وشعب ولغة.

وعندما نصل للسماء، تصبح أرواحنا كاملة خالية من كل دنس، ولا يقدر أحد غير طاهر أو مخادع من الدخول للسماء، فقط الذين مكتوبة أسمائهم في كتاب سفر الحياة كما يقول الكتاب المقدس:
وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ نَجِسٌ، وَلاَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الْقَبَائِحَ وَيُدَجِّلُونَ، بَلْ فَقَطِ الَّذِينَ كُتِبَتْ أَسْمَاؤُهُمْ فِي سِجِلِّ الْحَيَاةِ !”  الرؤيا21: 27.

وصف السماء في الكتاب المقدس

بالرغم من أن كل واحد في السماء سيكون عالماً بمقدار سعادته، إلا أن الجميع سيكونون في انتظار اليوم الذي تقام فيه أجسادهم من الموت. ففي هذا اليوم – يوم مجيء المسيح ثانية -، كل شخص مات وهو مؤمن بالرب يسوع المسيح سيقوم بجسد جديد، رائع، عديم الفساد. أما الأحياء المؤمنون الباقون على الأرض فسينضمون إليهم في خليقة جديدة ممجدة يقول عنها الرسول بولس:
أَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ سَيَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ حَالَمَا يُدَوِّي أَمْرٌ بِالتَّجَمُّعِ، وَيُنَادِي رَئِيسُ مَلاَئِكَةٍ، وَيُبَوَّقُ فِي بُوقٍ إِلهِيٍّ، عِنْدَئِذٍ يَقُومُ الأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ أَوَّلاً. ثُمَّ إِنَّنَا، نَحْنُ الْبَاقِينَ أَحْيَاءً، نُخْتَطَفُ جَمِيعاً فِي السُّحُبِ لِلاِجْتِمَاعِ بِالرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ. وَهَكَذَا نَبْقَى مَعَ الرَّبِّ عَلَى الدَّوَامِ. لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِهَذَا الْكَلاَم!”  1 تسالونيكي 4: 16-18. لسنا فقط المنتظرين رجوع المسيح ، فالخليقة أيضا في حالة ترقب وانتظار. فالرغم من جمال الطبيعة من حولنا إلا أنها تحت لعنة يقول عنها الكتاب المقدس:
ذَلِكَ أَنَّ الْخَلِيقَةَ تَتَرَقَّبُ بِلَهْفَةٍ أَنْ يُعْلَنَ أَبْنَاءُ اللهِ، لأَنَّ الْخَلِيقَةَ قَدْ أُخْضِعَتْ لِلْبَاطِلِ، لاَ بِاخْتِيَارِهَا بَلْ مِنْ قِبَلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا، عَلَى رَجَاءِ أَنْ تُحَرَّرَ هِيَ أَيْضاً مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ الْمَجْدِ الَّتِي لأَوْلاَدِ اللهِ. فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ الْخَلِيقَةَ كُلَّهَا تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعاً حَتَّى الآنَ.” رومية 8: 19-22.

وفي يوم مجيء المسيح، ستراه كل عين ويعترف كل إنسان بأنه رب. أما السماء والأرض الحالية فستصبح جديدة تماماً.  تعال وفكّر معي صديقي في مكان مفضّل تعتز به، سواء كان على قمة جبل أو بجوار البحر أو النهر، السماء ستكون مكاناً أجمل وأفضل.!! وستتحد السماء والأرض الجديدة في مكان سكنى الله، وسنأتي جميعا لنتمتع بشركة روحية رائعة مع الله وبتناغم تام مع كافة المخلوقات.  هناك سيكون لدينا فرص غير محدودة لاستكشاف العالم الذي نعيش، ونعمل، ونعتني به. وبالطبع هناك مكافئات في السماء، فكلما زادت أمانتنا في الأعمال التي أعطانا إياها الله لنعملها هنا على الأرض، كلما زادت مسئولياتنا وثقة الله بنا في السماء. فياله من مكان رائع!!

كلمات صغيرة تلخص لنا بيئة وفحوى السماء: لا توجد خطايا، لا توجد قسوة، ولا يوجد عنف، لا توجد غيرة، لا يوجد استغلال، ولا إذلال، ولا أنانية، ولا سخط ولا نقمة …… وذلك بسبب عدم وجود الخطايا في السماء فلن يكون هناك موت، ولا حزن ولا ألم.

وقد يخطر على البار هذا السؤال. وماذا إذن، عن هؤلاء الذين لم تغفر لهم خطاياهم؟

ماذا عنك صديقي؟ هل حقاً تعتقد أن أعمالك سوف تقودك للسماء؟ وهل تأمل في وضع أفضل متوقعاً أن تكفّر أعمالك الصالحة عن الذنوب والسيئات التي ارتكبتها قولاً وفعلاً؟
نجد تحذيراً رهيباً في الكتاب المقدس في وصف الخطاة والمذنبين:
أَمَّا الْجُبَنَاءُ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْفَاسِدُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ، وَالْمُتَّصِلُونَ بِالشَّيَاطِينِ وَعَبَدَةُ الأَصْنَامِ وَجَمِيعُ الدَّجَّالِينَ، فَمَصِيرُهُمْ إِلَى الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِالنَّارِ وَالْكِبْرِيتِ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي». الرؤيا 12: 8.
ولربما تقول هذه الصفات لا تنطبق علي ولا تمت لي بصلة!! فأنا لست بقاتل – ولكن هل يحمل قلبك الكراهية والضغينة تجاه شخص ما؟ هل حدث أن سخرت من شخص أو نظرت باحتقار إلى الآخرين؟
قال السيد المسيح: ” كُلُّ مَنْ هُوَ غَاضِبٌ عَلَى أَخِيهِ، يَسْتَحِقُّ الْمُحَاكَمَةَ؛ وَمَنْ يَقُولُ لأَخِيهِ: يَا تَافِهُ! يَسْتَحِقُّ الْمُثُولَ أَمَامَ الْمَجْلِسِ الأَعْلَى؛ وَمَنْ يَقُولُ: يَا أَحْمَقُ! يَسْتَحِقُّ نَارَ جَهَنَّمَ!” متى5: 22.
وماذا عن الخطايا الجنسية؟ ألم تعلم أن الإنسان قادر على ارتكاب الفظائع الجنسية في داخل القلب والفكر. الله يرى قلوبنا ويعرف ويقرأ الأفكار السرية كما في كتاب مفتوح. أو لعلك تتساءل وتقول أن الاتصال بالشياطين لا ينطبق بأي حال علي! ولكن لربما تكون قد أذنبت بقراءة الطالع والتنجيم، أو طلبت نصيحة قارئ الكف أو ورق اللعب أو حاولت استحضار أحد أرواح الموتى، أو ممارسة الفأل. وهذه كلها أشياء شيطانية. ثم ماذا عن عبادة الأصنام – من وما هي الأشياء الأكثر أهمية لديك من الله تعالى؟ مستقبلك ، السمعة والشهرة، الأسرة، أو حتى متعتك وترفيهك الشخصي؟

الجحيم أو النار

وكما أن السماء هو مكان حقيقي فهكذا أيضاً الجحيم، مكان العقاب الأبدي. وعلى الأرض، ذكر السيد المسيح قصة الرجل الغني والشحاذ الفقير لعازر. مات كل منهما فذهب لعازر إلى السماء بينما ذهب الغني إلى الجحيم. حاول الغني بيأس أن يحصل على مساعدة لتخفيف عذابه، فقيل له أن هناك هوّة عظيمة قد تثبتت بين السماء والجحيم فلا يقدر أحد أن يعبر من مكان للأخر.

والآن، ماذا نفعل؟
تعال للصليب!! انظر إلى السيد المسيح الذي أخذ عقاب خطايانا على نفسه وهو البار الطاهر. لقد اختبر قوة غضب الله العادل على الخطايا والذنوب من أجلك. وهذا ما أكده الكتاب المقدس في قوله:
فَإِنَّ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيئَةً، جَعَلَهُ اللهُ خَطِيئَةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ.” 2 كورنثوس5: 21.
لا يلزم عليك صديقي، الانتظار حتى تموت لكي تختبر السماء. فالحياة الكاملة الفياضة تبدأ من لحظة قبولك لخلاص السيد المسيح لك. فالذي له الابن له الحياة،  وهذه هي صلاتنا، اليوم، من أجلك إن لم تكن قد قبلت المسيح لخلاصك الأبدي، فتعال إليه وابدأ معه علاقة شخصية روحية فتسعد من الآن وإلى الأبد.

كملخّص لما سبق

كلّمني عن الجنّة أم السماء كما تسميها؟

يعلن الكتاب المقدس بأن الناس تذهب إلى أحد مكانين بعد الموت. إما الجحيم والنار أو السماء والجنّة. كل من أمن بالمسيح المخلص، له وعد الجنّة حيث مكان سكنى الله. وفي الجنة تصبح أرواحنا كاملة بدون عجز أو ضعف أو مرض. وستسعد أرواحنا بكل بركة روحية في حضرة الملك يسوع المسيح.

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء